شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
موجبات الغسل
...............................................................................
ذكر بعده الغسل الذي هو الغسل من الجنابة وما أشبهها. ذكر الله تعالى الغسل من الحيض في قوله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ثم استقصى المؤلف الأسباب التي يشرع لها الغسل ذكر أنها سبعة أكثر ما وجد.
السبب الأول: انتقال المني بشهوة يعني: بعض الناس إذا رأى ما يثير شهوته أحس بانتقال المني من صلبه، ولكنه قد يمسكه فلا يخرج من الذكر، لكن يحس بأنه انتقل من الصلب متوجها إلى الخروج. فإذا أحس بانتقاله فحبسه ولم يخرج وجب الغسل؛ لأن حركته هذه هي الشهوة .
وإذا قيل: لماذا أمر الذي يخرج منه المني أن يغتسل ولم يؤمر الذي يخرج منه البول مع أن البول نجس والمني قيل: إنه طاهر؟ فكيف يغتسل من الطاهر ولا يغتسل من النجس؟
أجاب ابن القيم اسم> في إعلام الموقعين بأن المني يخرج من البدن كله؛ ولذلك سماه الله سلالة في قوله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
إذا قُدر أنه أحس بانتقاله ولكن حبسه في الذكر ولم يخرج. خرج بعد ذلك من الذكر ولكن بلا لذة. خرج يسيل كما يسيل البول. في هذه الحال ما يعيد الاغتسال؛ لأنه مني واحد فيغتسل له مرتين ولأن خروجه الأخير يسمى وديا. يخرج كما يخرج البول فيكون ناقضا للوضوء ولكنه لا يوجب الغسل، وإنما يوجب الوضوء فلا يوجب مني واحد غسلين. هذا الناقض الأول أو الموجب الأول: انتقال المني.
الموجب الثاني: خروجه من مخرجه ولو كان أحمر كالدم، لكن اشترطوا أن يخرج دفقا بلذة ما لم يكن نائما يعني: لا بد من شرطين: أن يخرج دفقا وأن يخرج بلذة يعني: يصحبه عند خروجه لذة. فإذا خرج يسيل سيلانا فهو ودي بخلاف الذي يخرج يندفع اندفاعا عادة أن المني يخرج من الإنسان يندفع اندفاعا ويسمى فضخا. في الحديث: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
أما إذا خرج من النائم فإنه يغتسل مطلقا. إذا رأى المني سواء خرج بلذة أم لا، وسواء أحس باحتلام أم لا. جاء في الحديث: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فإذا خرج المني في النوم سواء تذكرت أنك احتلمت يعني: أنك تجامع في النوم أو لم تذكر ذلك عليك الاغتسال، وإذا رأيت الاحتلام احتلمت في النوم. رأيت أنك تجامع ومع ذلك ما خرج منك شيء فلا غسل، وعلى هذا يحمل حديث: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
الثالث من الموجبات: تغييب الحشفة كلها أو قدرها. إذا كان مقطوع الحشفة بلا حائل في فرج؛ ولو كان ذلك الفرج دبرا ولو كان من ميت أو بهيمة أو طير. لو قدر مثلا أنه أولج حشفته في فرج؛ قبل أو دبر ولو من ميت من امرأة ميتة أو من بهيمة كشاة أو نحوها أو من طير يعني إذا قدر مثلا، لكن لا يجب الغسل إلا إذا كان ذلك الرجل قد بلغ عشر سنين يعني: قد تم له عشر أو البنت تم لها تسع. إذا أولج فيها إنسان في فرج دبر أو قبل وجب عليها الغسل.
ولا يشترط الإنزال. جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
كان في أول الإسلام رخص للرجل إذا أراد أن يجامع ثم أكسل يعني: بردت شهوته أنه لا غسل عليه، ولو أنه أولج رأس الذكر أو حاول الإيلاج ثم أكسل فلا يغتسل، ثم نسخ ذلك. كان قد رخص لهم وقال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
بعد ذلك لما، كان ذلك لقلة الثياب ولقلة ذات اليد رخص لهم ألا يتوضأوا من الإكسال، ثم بعد ذلك نسخ وأمروا بأن يتوضأوا، أن يتوضأوا من مجرد محاولة الإيلاج.
جاء الحديث: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فيكون حديث: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ثم ذكر الرابع. الموجب الرابع: إسلام الكافر. كانوا إذا أسلموا أمروا بالاغتسال. ذكر حديث قيس بن عاصم اسم> أمره أن يغتسل، وكذلك أيضا قصة ثمامة اسم> لما اراد أن يسلم ذهب واغتسل. كذلك قالوا؛ لأن الكفر حدث والمشرك نجس: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وكذلك الغالب أن المشركين لا يتطهرون من النجاسات ولا يغتسلون من الأحداث الكبيرة، ولو اغتسلوا فإن غسلهم لا يرفع الحدث. فإذا دخل في الإسلام أمر بأن يغتسل، ولو كان مرتدا. إذا ارتد عن الإسلام ثم رجع فإنه والحال هذه يؤمر بأن يغتسل؛ لأنه يعتبر داخلا الإسلام من جديد.
الموجب الخامس: خروج دم الحيض إذا طهرت الحائض وجب عليها أن تغتسل لقوله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
السادس: خروج دم النفاس. إذا ولدت المرأة وخرج منها دم النفاس وانقطع ذلك الدم وجب عليها أن تغتسل بعد انقطاعه.
السابع: الموت. الموت لا بد من تغسيل الميت ولو كان طاهرا. أجمع العلماء على ذلك، وغسله يعتبر تعبدا ولو كان طاهرا. لو مثلا أنه دخل الحمام واغتسل فيه وتدلك وتنظف، وبعدما انتهى بدقيقة أو دقائق مات يغسَّل. غسله يعتبر تعبدا. هذه سبعة في موجبات الغسل.
مسألة>